هل الشيخوخة تعمل على التدهور الذهنى للإنسان؟ وما العوامل التى تجعل الإنسان يحتفظ بنشاطه الذهنى مهما بلغ من العمر؟؟
يقول الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة الشيخوخة:
عبارة عن تطور طبيعى وبيولوجى يحدث فى أجهزة الجسم المختلفة مع تقدم العمر ويعتبر الإنسان أطول الثدييات عمرا على الإطلاق.
والشيخوخة فى بقية الأجناس الأخرى تدل على تقدم السن وقرب الكائن الحى من الموت لأن البقاء لهذه الأجناس للأقوى، حيث خلق الله لهم مقومات البقاء والحماية فى البيئة التى يعيشون فيها.
أما الإنسان فإلى وقت قريب كان الناس وأيضا العلماء منهم ينظرون إلى الشيخوخة على أنها حدث لا يمكن أن نتجنبه أو نؤخر حدوثه ومضاعفاته على اعتبار أنها مصاحبة لتدهور عقلى وجسدى وأيضا اجتماعى.
فالمسن ينظر الناس له نظرة خاطئة على أنه إنسان عديم الفائدة للمجتمع فلم يعد له دور يلعبه وأكثر من ذلك فهو يحتاج لمن يرعاه ويأخذ بيده، فيكون بذلك عالة على الآخرين.
وكان الكثير من علماء الشيخوخة وطب المسنين إلى وقت قريب يعتقدون أن الإنسان بعد سن الخامسة والثمانين يحدث له تدهور بيولوجى حاد يزيد مع ازدياد السن ومرور الزمن.
وأكدت الدراسات والأبحاث التى وردت بعد ذلك أن هناك أشخاصا بلغوا سن المائة وأكثر وهم فى حالة صحية جيدة، سواء من الناحية الذهنية أو البدنية ولا يعانون من أية أمراض عضوية من التى تكثر مع تقدم السن مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض البول السكرى أو غيرها.
وفى محاولة للوصول إلى العوامل التى تؤدى إلى تأخير حدوث الشيخوخة أو طول العمر بصحة جيدة قام مجموعة من العلماء الإيطاليين بإجراء دراسة عن المعمرين الذين بلغوا من العمر مائة عام وأكثر لمعرفة أسلوب حياتهم والعوامل التى أدت إلى طول عمرهم.
وقد حاول العلماء من خلال هذه الدراسة تقييم الحالة البدنية والنفسية لهؤلاء المعمرين حتى يستطيعوا الوصول إلى معرفة النسب الطبيعية للوظائف المختلفة للجسم فى مثل هذا السن.
وكان العلماء يسألون هؤلاء المعمرين عن العوامل البيولوجية مثل الأكل والشرب وممارسة الرياضة والأمراض التى أصيبوا بها من قبل ثم يسألونهم عن العوامل غير البيولوجية التى أثرت على حياتهم مثل حالة الطقس والموقع والارتفاع عن سطح البحر والتلوث.
وأظهرت الدراسة أن 87.5% من هؤلاء المعمرين كانوا يعيشون مع أسرهم حياة أسرية عادية وكلهم تقريبا قضى أكثر من أخماس عمره فى العمل الذى يتقنه ويقوم بة فنصف هؤلاء المعمرين كانوا من الفلاحين و21% منهم كان يعمل فى أعمال وظيفية و8% أعمال يدوية وفنية والشىء الواضح من خلال هذه الدراسة أنه بغض النظر عن مستوى تعليم الفرد، إلا أن استمراره فى العمل فى مرحلة الشيخوخة.
وما بعد المعاش يعطيه قدرا كبيرا من الإحساس بالذات والاستقلال، وهذا الإحساس ينعكس بالتالى على قدراته وعدم احتياجه للآخرين فى شيخوخته.
كما أثبتت الأبحاث أن القدرة الذهنية لهؤلاء المعمرين لا تتدهور ولا تقل كفاءتها بمرور الزمن طالما لم يصب المعمر بأى من الأمراض الخاصة بالأوعية الدموية مثل ضغط الدم أو الجلطة أو مرض الزهايمر أو أمراض التمثيل الغذائى مثل مرض السكر أو ارتفاع نسبة الكولسترول الضار فى الدم، وطالما أنه يمارس نفس النشاط البدنى والذهنى دون توقف.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع